الرسام التجريدي ماليفيتش كازيمير
مقدمة سجل تاريخ الفن أن ” موندريان ” و ” كاندنسكي” ومن قبلهما المصور الروسي هم أهم رواد المذهب الفلسفي اللاموضوعي الذي بلغ قمة جماله الهندسي علي يد كل من ” موندريان و ” ماليفيتش ” ، حيث ابتكر ثلاثي التجريدية لغة منذ بدايته وحتى منتصف عام 1910 ، ومع أن كل من الثلاثة كان يعمل تكوينات بعيدة الصلة عن الواقع المرئي إلا أنهم اجتمعوا بشكل مستقل عن الآخر علي الإيمان بأن التصوير اللاموضوعي له القدرة علي إثارة واستثارة خبرة روحية ، معتبرين أن الفن هو فى المقام الأول بحث ميتافيزيقي عن الحقيقة العليا ففي حوالي عام 1915 تمرد ” ماليفيتش ” تمرداً كبيرا ولاذعاً على كل صور وأشكال الفن السابقة ، وابتكر رؤية تجريدية جديدة مستقلة بلغة ” سوبرماتيزم ” Suprematism و كان هو مسمى أطلقه على تلك الأعمال المحتوية علي شكل هندسي خالص وملون بأحد الألوان الأساسية علي أرضية بيضاء معبراً عن حالة من ( التسامي ) فوق الواقع وإحساس بمنتهي السعادة والمتعة لما تحتويه أعماله من أشكال مبسطة غير محددة المدلول من شأنها استدعاء مشاعر التحليق أو الطفو ، كما لو كان يوجه تخيلات المشاهد وينقله بحرية إلي بعد آخر منادياً بكل من الروحانية واللاشعورية والعقلانية فى مواجهة الواقع المادي.
أخذت أعمال ” ماليفيتش ” تتجه إلى الخصوصية والابتعاد عن أساليب المدارس المختلفة مع التأكيد علي التلخيص الهندسي والاعتماد على جماليات الخط المستقيم ، ولقد بدأ يؤكد علي نظريته الفنية بداية من عام 1913 معتمداً علي المفردات الأولية للهندسة مثل الخط والمثلث والدائرة والمربع ، ويعتبر( المربع ) هو العنصر الأساسي في السوبرماتية لأنه شكل كامل وجوهري متأصل في الطبيعة ، واستخدامه في العمل الفني يعني الرجوع لكمال البنية الأولية بديلاً عن العالم الظاهري المرفوض، وفي لوحات“ماليفيتش” وطبقا لمعتقده وضع مربعاً أسوداً علي أرضية بيضاء معتقداً أن المربع الذي وضعه ليس خاوياً ، انه حقاً فارغ من الصورة، لكنه ممتلئ بالمعني.
نبذة تاريخية عن حياته :
ولد ” ماليفيتش ” بالقرب من مدينة ” كييف ” في23 فيفري عام 1878 وتوفي في ” ليننجراد 17 ماي عام 1935 ، بدأ حياته الفنية متأثراً بالفنون البدائية وبمصوري ما بعد التأثيرية post- impressionism ، والمتتبع لمراحل ماليفيتش الفنية سوف يجده قد مر بتجارب تصويرية في معظم الاتجاهات الفنية الحديثة بداية من التأثيرية ، ثم تطور أسلوبه ليستقر فترة عند المدرسة المستقبلية Futurism..
في عام 1904 وبعد انتقاله مع أسرته إلى موسكو ، درس الصور ( الأيكونات الدينية) هناك بشغف شديد حتى أثّرت في تطور نظرته العامة للتصوير مضيفة بعداً عاطفيا تجاه إحساسه بالفن والحياة ، بعدها خاض في موسكو العديد من الدراسات الفنية والمعمارية واشترك في العديد من معارض الفن هناك ، استمر ذلك حتى حوالي عام 1912 ، وما إن اهتم ” ماليفيتش ” بالتكعيبية مع بداية عام 1913 إلا وسيطرت عليه مبادئ المدرسة المستقبلية وأعتبرها الطريق الأمثل لإنتاج فن جديد وحقيقي منافٍ للغة التصوير الروسي السائدة حينذاك ، ونفذ بالفعل عدداً كبيراً من اللوحات المنتمية لهذا الاتجاه غلبت عليها التشخيصية ولكن المغلفة بطابع معدني آلي قريب الشبه من أعمال التكعيبي الفرنسي ” ليجيه ” (1881-1955 ( Leger ، وهو ما يتضح في لوحته ” قاطع الأخشاب ” ، وكانت له أعمال أخرى هندسية تركيبية تتداخل فيها الحروف اللاتينية مع الكولاج كما في لوحتيه ” إنجليزي في موسكو” ، ” جندي في الترتيب الأول ” ، أصبح ” ماليفيتش ” حتى عام 1914 شخصية أساسية في كل معارض الفنانين المستقبليين الطليعيين Avant-garde واللذين كانوا بمثابة أنبياء مبشرين بميلاد عهد جديد للفن ، تزامن ذلك مع بداية اندلاع الحرب العالمية الأولى .
كانا 1913 و 1914 عامين للتحول الفكري لدى ماليفيتش ، اعتملت خلالهما بداخله العديد من الأفكار وامتزجت مع خبرته الفنية وتمرده الداخلي ، خاصة بعد إعلانه للمانيفستو الأول للمستقبلية ، وإشراكه في تصميم وملابس ديكورات أوبرا المستقبلية victory over the sun التي عرضت على مسرح ” لونا بارك ” في مدينة ” سان بترسبرج ” و كانت بمثابة نقطة التحول والبداية الحقيقية لثورته ضد المستقبلية وكل أشكال الفن القديمة حيث صمم ديكوراً للأوبرا قائم على تصميمات لأشكال هندسية بحتة متشابكة في تقاطعات مقتصرة على الأبيض والأسود أوحت له فيما بعد بالفكر السوبرماتي .
تزامن هذا أيضا مع تأثره بفلسفة علم الرياضيات والهندسة المغاير للهندسة التي قام عليها التصوير في عصر النهضة ، مما كان له عظيم الأثر في توجيه مسار الفنون البصرية نحو انقلاب كلي شكلاً ومضموناً ، وتحطيم المفاهيم الثابتة لتحل محلها صورة مغايرة تتداخل فيها الخطوط وتتقابل وتتجاذب وتتقاطع حيث يُستشَعر الحركة الداخلية للعناصر كما حدث في التكعيبية والمستقبلية و كل صور الفن الحديث .
1915 كان تاريخ المعرض الثاني للمستقبليين في سان بترسبرج ( أو بترو جراد حسب التسمية المؤقتة للمدينة إبان الغزو الألماني والحرب العالمية الأولى ) المعرض حمل عنوان ” صفر-عشرة ” (( 0.10 )) وفيه قرر ” ماليفيتش ” أن يعرض أول مجموعة من أعماله اللاموضوعية والتي وصفها ” بواقعية الصورة الجديدة ” ، وقدم حوالي 35 لوحة من الهندسيات النقية الأساسية شكلاً ولوناً ، سيطر عليها عمله الشهير ” مربع أسود ” أو Four-Cornered Figure ووضعه في أعلى الزاوية بحائط القاعة بحيث يتوسط بقية اللوحات كعلامة دالة على مفهوم السوبرماتية. [/right]
أعمال أخرى للرسام ماليفيتش :
• 1912 Morning in the Country after Snowstorm
• 1912 The Woodcutter
• 1912-13 Reaper on Red Background
• 1914 The Aviator
• 1914 An Englishman in Moscow
• 1914 Soldier of the First Division
• 1915 Black Square and Red Square
• 1915 Red Square: Painterly Realism of a Peasant Woman in Two Dimensions
• 1915 Suprematist Composition
• 1915 Suprematism (1915)
• 1915 Suprematist Painting: Aeroplane Flying
• 1915 Suprematism: Self-Portrait in Two Dimensions
• 1915-16 Suprematist Painting (Ludwigshafen)
• 1916 Suprematist Painting (1916)
• 1916 Supremus No. 56
• 1916-17 Suprematism (1916-17)
• 1917 Suprematist Painting (1917)
• 1928-32 Complex Presentiment: Half-Figure in a Yellow Shirt
• 1932-34 Running Man